[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات ما نالوا به كرامته. أحمده سبحانه فهو الذي جعل محبته إلى جنته سبيلاً، وأبغض العصاة وأورثهم حزناً طويلاً، وسبحان من نوّع المحبة بين محبة الرحمن ومحبة الأوثان ومحبة النسوان والصبيان، وبين محبة الألحان ومحبة القرآن. وأصلي وأسلم على أشرف نبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.
أما بعد..
إلى من اغتررن بالدنيا وزينتها: أرجو أن تقرئن هذه الرسالة بنفس الهدوء الذي كتبت لكن به بعيداً عن الانفعال أو اتخاذ موقف سلبي قبل أن تستكملن قراءتها؛ فالعاقلة الفطنة من تستمع وتقرأ للنهاية ثم هي وشأنها!
ما أكثر فتن الحياة ومغرياتها، وما أكثر شهوات الدنيا وملذاتها، وما أكثر حيل الشيطان ومكائده، من هنا حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته من الدنيا وزينتها فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الدنيا حلوة خضرة, وإن الله مستخلفكم فيها, فنظر كيف تعملون, فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء" [رواه مسلم]. فالعاقلة من أحكمت أمرها، وحاسبت نفسها, وتدبرت العاقبة, ولم تشغلها زهرة الدنيا وإقبالها عن النظر بعين الفكر والمآل والمصير, والنظر بعين التأمل إلى ما بعد الحياة من موت, وإلى ما بعد الموت من حياة, ثم أخذت تتساءل وتفكر:
- لماذا خُلقت؟ لماذا؟
- ما غايتي في الحياة؟
- ما مصيري بعد الموت: هل إلى حفرة من حفر النيران -فأهلك وأشقى- أم إلى روضة من رياض الجنان -فأنجو وأسعد؟
من المؤكد لو سألت أي مسلم لماذا خُلقت؟ فسيجيبك "خُلقت لعبادة الله وحده لا شريك له". ما دليلك؟ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (56-الذاريات)
ما غايتك في الحياة؟ "الوصول إلى جنات النعيم بعبادة الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه".
ما مصيرك بعد الموت؟ "مصيري في علم الغيب، ولكن أنا أعمل وأجاهد نفسي وأرجو من الله العلي القدير أن يتقبل مني أعمالي".
يا سبحان الله! ما أسهل القول وما أصعب الفعل، فلو وقفنا مع أنفسنا وحاسبناها قبل أن تُحاسب فكم سنعيش في هذه الدنيا الفانية؟ 50 سنة, 60 سنة, 70 سنة 100 سنة؟ ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعمار أمتي مابين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك" [أخرجه النووي وهو حديث حسن] ثم ماذا؟ ما هو مصيرك؟ ما هي النهاية؟
الموت..
قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (57-العنكبوت).
بادروا بالأعمال فماذا تنتظرن؟
يا مسلمة: ابدئي بالأعمال قبل حلول الآجال واغتنمي الأوقات قبل هجوم الآفات... لو فرضنا أن شخصاً عاش 60 سنة وأنه كان ينام في اليوم الواحد 8 ساعات فإن مجموع الساعات التي ينامها هي ثلث عمره تقريبا "20 سنة". ومجموع الساعات التي يقضيها في تناول وجبات الطعام وقضاء الحاجات الملحة " 5 سنوات " على افتراض أنه يقضي في ذلك ساعتين يومياً, و " 12 ساعة " عادة تكون قبل سن التكليف فالمتبقي بعد ذالك ثلث عمره تقريباً " 23 سنة ", (ولو أنه يقضي مثلاً 6 ساعات يومياً في الوظيفة أو الدراسة، ذهبت تقريباً 14 سنة أخرى، فأصبح عمره المتيقي 9 سنوات، وكم هي الساعات التي يقضيها في اللهو والترفيه؟ فكم هو عمره الفعلي؟ 2 أو 3؟ هذا صاحب عمر الستين، فكيف بمن هو في العشرين أو الثلاثين؟)
ومن هنا تبدأ المشكلة التي يحس بها المسلم في قصر عمره الإنتاجي وتبرز ضرورة الأخذ بأسباب إطالة العمر والبحث عن الأعمال ذات الأجور المضاعفة بحيث يموت الفرد وله من العمر " 60 سنة" وكسب ثواب أعمال ألف سنة أو خمسة آلاف سنة أو أكثر من ذلك بكثير. فيمكن أن يتم له ذلك عن طريق التالي:
1- الحرص على الأعمال ذات الأجور المضاعفة.
2- الحرص على الأعمال الجاري ثوابها بعد الممات.
3- اسـتـغـلال الأوقـــات.
وهذا ما أوضحه محمد بن إبراهيم النعيم في كتابه "كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟" فهل من مستثمر لأوقاته؟
إننا نتحدث بأصوات مرتفعة في مجالس كثيرة.. أوقاتنا ضائعة وأيامنا مهدرة.. فلا نستفيد منها. تمر علينا الشهور والسنون دون فائدة. فيا أيتها العاصية كم بقي من عمرك؟! قد يكون الباقي 8 أيام, 8 ساعات, 8 دقائق...... فاغتنميها يا أمة الله..
قال صلى الله عليه وسلم "اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك" [صحيح الجامع 1077]
فابدئي من الآن علّ الكريم الذي يــراكِ ويـسـمعـكِ ويعلم ما تخفي وما تبدي عله ينظر إلى قلبك فيجد صدق التوبة والتوجه إليه فيقبله.
وملك الملوك لا يحتاجك فأنتِ الفقيرة إليه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [15-فاطر]
فتوبي إلى الله يا أمة الله، واسمعي ما يقوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم علّك تتوبين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد. ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها، أو أغفر. ومن تقرب مني شبراً، تقربت منه ذراعاً. ومن تقرب مني ذراعاً، تقربت منه باعاً. ومن أتاني يمشي، أتيته هرولة. ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة". وفي رواية: نحوه. غير أنه قال "فله عشر أمثالها أو أزيد" [رواه مسلم] واسمعي هذا الحديث أيضاً وتدبري معانية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة". [رواه البخاري]
فما أكرم الله مع المحسنين وما أحلمه مع المسيئين؛ والله جعل باب التوبة مفتوح {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53- الزمر).
وإن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل, ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
قفي أيتها المسلمة العاصية الغافلة؛ فأمامك حساب: حاسبي نفسك فالأيام تمر، والصفحات تُطوى، والأعوام تتوالى. وكل يستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويأخذ من سنين عمره المنصرمة المواعظ والعبر، وأن يراقب الله عز وجل.
فهل سألت نفسك هذا الأسئلة:
ماذا أعددتُ للرحلة النهائية؟
ماذا قدمت لنفسي من خير؟
ماذا سُجل في صحيفتي؟
ماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها؟
هل تذكرت اليوم الموت والقبر؟
هل قرأت شيئاً من القرآن؟
هل واظبت على الأذكار؟
هل كنت خاشعة في صلاتي؟
هل سألت الله الجنة واستعذت به من النار؟
هل استغفرت من ذنوبي؟
هل تجنبت كل مالا يرضي الله عز وجل؟
هل فكرت بالابتعاد عن قرينات السوء؟
هل نظفت قلبي؟
هل تركت النظر إلى ما حرم الله؟
هل تركت سماع ما حرم الله؟
وهل...؟ وهل...؟ وهل...؟
إنها دعوة صادقة لكل إنسان أن يحاسب نفسه، وأن يبادر ما دام في العمر فسحة والعمل مقبول، وأن يعد زاده للرحيل الأخير، وأن يهيئ الجواب ليوم الحساب..
الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات ما نالوا به كرامته. أحمده سبحانه فهو الذي جعل محبته إلى جنته سبيلاً، وأبغض العصاة وأورثهم حزناً طويلاً، وسبحان من نوّع المحبة بين محبة الرحمن ومحبة الأوثان ومحبة النسوان والصبيان، وبين محبة الألحان ومحبة القرآن. وأصلي وأسلم على أشرف نبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.
أما بعد..
إلى من اغتررن بالدنيا وزينتها: أرجو أن تقرئن هذه الرسالة بنفس الهدوء الذي كتبت لكن به بعيداً عن الانفعال أو اتخاذ موقف سلبي قبل أن تستكملن قراءتها؛ فالعاقلة الفطنة من تستمع وتقرأ للنهاية ثم هي وشأنها!
ما أكثر فتن الحياة ومغرياتها، وما أكثر شهوات الدنيا وملذاتها، وما أكثر حيل الشيطان ومكائده، من هنا حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته من الدنيا وزينتها فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الدنيا حلوة خضرة, وإن الله مستخلفكم فيها, فنظر كيف تعملون, فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء" [رواه مسلم]. فالعاقلة من أحكمت أمرها، وحاسبت نفسها, وتدبرت العاقبة, ولم تشغلها زهرة الدنيا وإقبالها عن النظر بعين الفكر والمآل والمصير, والنظر بعين التأمل إلى ما بعد الحياة من موت, وإلى ما بعد الموت من حياة, ثم أخذت تتساءل وتفكر:
- لماذا خُلقت؟ لماذا؟
- ما غايتي في الحياة؟
- ما مصيري بعد الموت: هل إلى حفرة من حفر النيران -فأهلك وأشقى- أم إلى روضة من رياض الجنان -فأنجو وأسعد؟
من المؤكد لو سألت أي مسلم لماذا خُلقت؟ فسيجيبك "خُلقت لعبادة الله وحده لا شريك له". ما دليلك؟ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (56-الذاريات)
ما غايتك في الحياة؟ "الوصول إلى جنات النعيم بعبادة الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه".
ما مصيرك بعد الموت؟ "مصيري في علم الغيب، ولكن أنا أعمل وأجاهد نفسي وأرجو من الله العلي القدير أن يتقبل مني أعمالي".
يا سبحان الله! ما أسهل القول وما أصعب الفعل، فلو وقفنا مع أنفسنا وحاسبناها قبل أن تُحاسب فكم سنعيش في هذه الدنيا الفانية؟ 50 سنة, 60 سنة, 70 سنة 100 سنة؟ ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعمار أمتي مابين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك" [أخرجه النووي وهو حديث حسن] ثم ماذا؟ ما هو مصيرك؟ ما هي النهاية؟
الموت..
قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (57-العنكبوت).
بادروا بالأعمال فماذا تنتظرن؟
يا مسلمة: ابدئي بالأعمال قبل حلول الآجال واغتنمي الأوقات قبل هجوم الآفات... لو فرضنا أن شخصاً عاش 60 سنة وأنه كان ينام في اليوم الواحد 8 ساعات فإن مجموع الساعات التي ينامها هي ثلث عمره تقريبا "20 سنة". ومجموع الساعات التي يقضيها في تناول وجبات الطعام وقضاء الحاجات الملحة " 5 سنوات " على افتراض أنه يقضي في ذلك ساعتين يومياً, و " 12 ساعة " عادة تكون قبل سن التكليف فالمتبقي بعد ذالك ثلث عمره تقريباً " 23 سنة ", (ولو أنه يقضي مثلاً 6 ساعات يومياً في الوظيفة أو الدراسة، ذهبت تقريباً 14 سنة أخرى، فأصبح عمره المتيقي 9 سنوات، وكم هي الساعات التي يقضيها في اللهو والترفيه؟ فكم هو عمره الفعلي؟ 2 أو 3؟ هذا صاحب عمر الستين، فكيف بمن هو في العشرين أو الثلاثين؟)
ومن هنا تبدأ المشكلة التي يحس بها المسلم في قصر عمره الإنتاجي وتبرز ضرورة الأخذ بأسباب إطالة العمر والبحث عن الأعمال ذات الأجور المضاعفة بحيث يموت الفرد وله من العمر " 60 سنة" وكسب ثواب أعمال ألف سنة أو خمسة آلاف سنة أو أكثر من ذلك بكثير. فيمكن أن يتم له ذلك عن طريق التالي:
1- الحرص على الأعمال ذات الأجور المضاعفة.
2- الحرص على الأعمال الجاري ثوابها بعد الممات.
3- اسـتـغـلال الأوقـــات.
وهذا ما أوضحه محمد بن إبراهيم النعيم في كتابه "كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟" فهل من مستثمر لأوقاته؟
إننا نتحدث بأصوات مرتفعة في مجالس كثيرة.. أوقاتنا ضائعة وأيامنا مهدرة.. فلا نستفيد منها. تمر علينا الشهور والسنون دون فائدة. فيا أيتها العاصية كم بقي من عمرك؟! قد يكون الباقي 8 أيام, 8 ساعات, 8 دقائق...... فاغتنميها يا أمة الله..
قال صلى الله عليه وسلم "اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك" [صحيح الجامع 1077]
فابدئي من الآن علّ الكريم الذي يــراكِ ويـسـمعـكِ ويعلم ما تخفي وما تبدي عله ينظر إلى قلبك فيجد صدق التوبة والتوجه إليه فيقبله.
وملك الملوك لا يحتاجك فأنتِ الفقيرة إليه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [15-فاطر]
فتوبي إلى الله يا أمة الله، واسمعي ما يقوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم علّك تتوبين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد. ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها، أو أغفر. ومن تقرب مني شبراً، تقربت منه ذراعاً. ومن تقرب مني ذراعاً، تقربت منه باعاً. ومن أتاني يمشي، أتيته هرولة. ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة". وفي رواية: نحوه. غير أنه قال "فله عشر أمثالها أو أزيد" [رواه مسلم] واسمعي هذا الحديث أيضاً وتدبري معانية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة". [رواه البخاري]
فما أكرم الله مع المحسنين وما أحلمه مع المسيئين؛ والله جعل باب التوبة مفتوح {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53- الزمر).
وإن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل, ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
قفي أيتها المسلمة العاصية الغافلة؛ فأمامك حساب: حاسبي نفسك فالأيام تمر، والصفحات تُطوى، والأعوام تتوالى. وكل يستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويأخذ من سنين عمره المنصرمة المواعظ والعبر، وأن يراقب الله عز وجل.
فهل سألت نفسك هذا الأسئلة:
ماذا أعددتُ للرحلة النهائية؟
ماذا قدمت لنفسي من خير؟
ماذا سُجل في صحيفتي؟
ماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها؟
هل تذكرت اليوم الموت والقبر؟
هل قرأت شيئاً من القرآن؟
هل واظبت على الأذكار؟
هل كنت خاشعة في صلاتي؟
هل سألت الله الجنة واستعذت به من النار؟
هل استغفرت من ذنوبي؟
هل تجنبت كل مالا يرضي الله عز وجل؟
هل فكرت بالابتعاد عن قرينات السوء؟
هل نظفت قلبي؟
هل تركت النظر إلى ما حرم الله؟
هل تركت سماع ما حرم الله؟
وهل...؟ وهل...؟ وهل...؟
إنها دعوة صادقة لكل إنسان أن يحاسب نفسه، وأن يبادر ما دام في العمر فسحة والعمل مقبول، وأن يعد زاده للرحيل الأخير، وأن يهيئ الجواب ليوم الحساب..