الســــلامـ عليكن ورحمة الله وبركاته
بدايةً :
الصبر سر من أسرار الحياة
من تعلمه وأتقنه أستطاع التغلب على كل مصاعب الحياة
ومن جهله عاش بائساً
فكم من انسان يجزع عندما تصيبه
أم فقدت ابنها بكت وصاحت ويئست كأنما أبنها سيق من بين أيديها إل عذابه
رجل خسر مالاً أصابته سكتة قلبيه
لم يدرك أن المال هو مال الله
هو أعطاه إياه وهو أخذه وهو قادر على أن يرزقه أكثر منه
فلم الجزع ما دام الله هو الذي قدر ذلك والله يحب عباده ويعلم أين الخير لهم بحكمته العظيمة
وهذه قصة اخواتي في الله
لأحد التابعين أدرك أن كل شيء لله وملكه
أدرك حكمة الله وإن مع العسر يسراً
وإن الله لطيف بعباده وكريم عندما يختبرهم وكل مصيبة هي لصالح الناس وفيها الخيرُ لهم مهما كانت كبيرة بمقياس الناس ومهما كانت مؤلمة
فالله الحكيم هو مقدر كل شيء
ذلك الرجل هو عروة بن الزبير بن العوام
اقتبستها لكم من كتاب
*من روائع العريفي*
للشيخ د. محمد بن عبد الرحمن العريفي :
"عروة بن الزبير"
عروة بن الزبير كان من كبار التابعين فهو إبن الصحابي الجليل الزبير بن العوام
أصيبت رجله بالآكله فجعلت عظامه تتآكل ويسقط عنها اللحم فرآه الأطباء فقرروا قطع رجله حتى لا يمتد المرض إلى بقية جسده
فلما بدأوا يقطعونها أغمي عليه
فقطعوها وألقوها جانباً فبدأ نزيف الدم يشتد عليه فغلوا زيتاً ثم غمسوا عروق الرجل فيه حتى توقف الدم
ثم لفوا على الرجل خرقة وأنتظروا عند رأسه فلما أفاق نظر إلى رجله المقطوعة ملقية في طست تسبح في دمائها
فقال :
إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم
فبدأ الناس يدخلون عليه ويعزونه في رجله ويصبرونه على مصابه
فلما أكثروا عليه الكلام رفع بصره إلى السماء
وقال:
اللهم كان لي أطراف أربعة .. فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة .. فلك الحمد إذ لم تأخذ ثلاثة وتترك واحداً .. اللهم ولئن ابتليت فلطالما عافيت , ولئن أخذت لطالما أبقيت
وكان حوله أولاده يخدمونه ويسلونه
فدخل أحدهم إلى إصطبل الخيول لحاجة فمر وراء حصان عنيف
فثار الحصان وضرب الغلام بحافره فأصابت الضربة أسفل بطنه فمـــــــــــات
ففزع من حوله إليه وحملوه فلما غُسِل وكفن جاء أبوه يتكئ على عكاز ليصلي عليه
فلما رآه قال :
اللهم إنه كلن لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة فلك الحمد إذ لم تأخذ ستة وتترك واحداً
اللهم ولئن إبتليت فلطالما عافيت .. ولئن أخذت لطالما أبقيت